يبدو أن صراع القمة بين مولودية الجزائر وشبيبة القبائل لا يقتصر فقط على المنافسة داخل الميدان، بل امتد أيضًا إلى مجالات أخرى خارج المستطيل الأخضر، أبرزها التسيير الإداري والتسويقي.
ففي خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعلنت مولودية الجزائر عن تعيين السيدة ⚽آمال محندي⚽، المديرة السابقة للتسويق والإشهار في شبيبة القبائل، في منصب جديد يتمثل في مسؤولة العلاقات المؤسساتية (Chargée des relations institutionnelles).
آمال محندي كانت قد قدّمت استقالتها من منصبها في شبيبة القبائل بتاريخ 8 ماي 2025، بعد فترة من التوترات والخلافات مع إدارة النادي، خاصة حول رؤيتها التسويقية الطموحة, والتي لم تلقَ ـ حسب مصادر مقربة ـ الدعم الكافي أو المساحة اللازمة لتحقيقها.
خلال فترة تواجدها مع الفريق القبائلي، كانت محندي من بين الطاقات الشابة التي حاولت الدفع بالنادي إلى مصاف الأندية الاحترافية من حيث التسويق والعلاقات التجارية. وقد اشتهرت بكونها صاحبة فكرة القميص القبائلي الشهير بتوقيع العلامة الإيطالية "Kappa"، والذي حقّق صدى واسع داخل وخارج الجزائر، بفضل تصاميمه المميزة وحملة الترويج الناجحة التي قادتها بنفسها.
لم تكتفِ آمال محندي بالقميص فقط، بل أشرفت أيضًا على تسيير متجر النادي بمدينة تيزي وزو، وكانت تُخطط لإطلاق سلسلة من المتاجر عبر ولايات جزائرية كبرى مثل العاصمة، وهران، قسنطينة، وبجاية. كما كانت على وشك إطلاق متجر إلكتروني خاص بالنادي يتيح للجماهير شراء المنتجات الرسمية عبر الإنترنت، وهو مشروع واعد لم يُكتب له أن يرى النور بعد رحيلها عن الفريق.
لكن هذه الطموحات الكبيرة اصطدمت، حسب ما يتداوله المتابعون، بجمود في قرارات الإدارة، وعدم التفاعل الجاد مع المقترحات التطويرية، ما أدى في النهاية إلى انسحابها من المشروع والبحث عن تجربة جديدة تسمح لها بتفجير طاقاتها ومهاراتها.
اليوم، تجد آمال محندي نفسها أمام تحدٍ جديد مع مولودية الجزائر، أعرق الأندية الجزائرية وأحد أكثرها جماهيرية وتأثيرًا في المشهد الكروي. المنصب الجديد الذي تشغله داخل "العميد" يُعتبر استراتيجيًا، حيث يُنتظر منها أن تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز علاقات النادي مع المؤسسات والهيئات الرسمية والاقتصادية، إلى جانب المساهمة في الجانب التسويقي والاتصالي للنادي.
التحاقها بمولودية الجزائر اعتبره البعض ضربة قوية من رئيس النادي السيد حكيم حاج رجم ، الذي يسعى لإعادة هيكلة النادي إدارياً وبناء مشروع احترافي طويل الأمد، يكون فيه للتسويق والاتصال دور محوري.
من الجدير بالذكر أن آمال محندي لا تمتلك فقط تجربة ناجحة في النوادي الرياضية، بل تُعرف أيضًا بإتقانها لخمس لغات، مما يجعلها شخصية مناسبة للمهام ذات البعد الدولي. هذا المعطى جعلها تُطرح ضمن الأسماء المرشّحة مستقبلاً للانضمام إلى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (FAF) ، سواء في قسم التسويق أو العلاقات العامة.
تعليقات
إرسال تعليق
اضافة تعليق